البحارة وصاحب الكرامة

هذه قصة ذات عبرة ولكنها تحمل معها لغزا

مطلوب منكم فقط الاستمثاع بقراءتها ومشاركتنا حل اللغز

وهاهي القصة
يحكى أنه كانت هناك قرية تقطن على جانب ساحلي جميل جدا ، وكانت هذه القرية تتميز عن باقي القرى بتطورها وتقدمها في جميع المجالات ، بنظافة شوارعها وهمة رجالها وسعيهم الكبير نحو العمل ليلا ونهارا لخدمة قريتهم الجميلة .

حيث كان مصدر الرزق الأساسي لهذه القرية هو ما يجود به ساحلها البحري من خير كثير ، وكان جميع رجالها بحارة ،يعملون في هذاالبحر الكبير حيث كان هدفهم الوحيد العمل ثم العمل ليلا نهارا ،لتطوير كل الوسائل والتقنيات التي تساعدهم لتسخير هذا البحر ، لجميع ما يحتاجونه في معيشتهم وتقدمهم ، بحيث كانت جميع باقي القرى الأخرى تتهافت عليهم لأخد ما يصنعون وما يبتكرون .

الا رجل واحد لم يكن كباقي رجال هذه القرية البحارة ، كان لا يحب التعب ولا الاجتهاد ولا العمل كباقي أصحابه البحارة ، لكي يكن هو أيضا مثلهم ناجحا متميزا ، يستطيع أن يصنع ويبتكر هو أيضا من هذا البحر ما يحتاج اليه لنفسه ، ،ولا يعيش ضعيف الهمة ..قليل الحيلة ..عالة على غيره .

ولكن صاحبنا هذا لم يكن يحب المغامرة ولا المجهادة ولا التعب ، وفي نفس الوقت ومع مرور الأيام أ صبح صاحبنا يشعر بشعور مرير جدا ، أصبح يشعر بأنه اصبح بدون كرامة ،لأنه لا يتميز في شيء اطلاقا ، ولم يحقق أي نجاح في حياته كباقي أصحابه ....وأصبح هذا الشعور يلازمه ليلا نهارا .... ،عبارة واحدة كانت تتكرر أمامه ليلا نهارا كالكابوس منغصة عليه حياته وهي ، " أنا بدون كرامة ، أنا بدون كرامة لا بد أن ابحث عن شيء يعيد لي كرامتي ......" وجلس صاحبنا يفكر ما ذا عساه يفعل يعيد اليه كرامته ؟؟؟
وهدفه الوحيد أن ينجح في عمل ما يكون فيه هو الأول يعيد اليه هذه الكرامة ..

وفعلا كان ل " صاحب هذه الكرامة " ما أراد ...

فلقد كان البحارة يذهبون طول السنة الى البحر بسفنهم الكبيرة المتطورة ، للعمل وجلب خيرات
هذا البحر ، وعند عودتهم كانوا يقيمون حفلة على الساحل ، على رمال هذا البحر الجميل ، لكي يفرحوا بما حققوا من نجاحات ، وكانت الحفلة تتوسطها مسابقة خاصة أطلقوا عليها لقب " مسابقة التنطط على الرمال "
وقواعد هذا اللعبة كانت هي الجري تنططا على الرمال ، والفائز هو من حقق أكبر عدد من علامات تنطط القدم على الرمال، في أقل وقت ممكن للوصول الى الهدف .

كانت هذه هي المسابقة التي وجد فيها صاحبنا " صاحب الكرامة " الحل لاسترجاع كرامته ، اذ وضع كهدف له أن يفوز في هذه المسابقة ، ويتميز عن باقي أصحابه بتحطيم الرقم القياسي ، لكي يكون أول الفائزين ، وصاحب كرامة لم يحققها أي أحد من قبله ...وكان ما أراده ....
فلقد جلس صاحبنا طول السنة – وأصحابه يعملون في البحر – وهو على الساحل ، حيث أقام خيمة وجعل يتدرب ليلا نهارا ، حتى أصبح متأكدا من فوزه ...

وانتهت السنة ...
وعاد البحارة من عملهم في البحر محملين بفوز ونجاح كبير ، ..واقاموا المسابقة ،.....

وشارك صاحبنا " صاحب الكرامة " فيها ، وفعلا فاز بنجاح باهر حيث حطم أكبر رقم قياسي ....

وكان يوما عظيما بالنسبة له ، فلقد حقق أخيرا نجاحا لم يكن يتصوره ، وأصبح بمقدروه استرجاع كرامته ..،حيث أطلق على نفسه بهذه المناسبة لقب " صاحب الكرامة "

أصبح صاحبنا مزهوا بنجاحه ، ...وانتهت المسابقة والحفلة وعاد أصحابنا البحارة للعمل في البحر ، ولكن قبل أن يغادروا نزعوا خيمة صاحبنا
" صاحب الكرامة " لأنها لم تكن له ..فليس هو الذي صنع ثوبها ،وليس هو عرف سر اقامتها على الرمال ، ولا هو يملك أدوات اقامتها ....

ولكن صاحبنا لم يكن يهمه كل هذا ، فهو من لقب نفسه ب_ " صاحب الكرامة " وهو من فاز بمسابقة " التنطط على الرمال "


ومازل صاحبنا مزهوا بكرامته ، واقفا على الساحل ينتظر عودة أخرى للبحارة من عملهم ، ليقيموا له الخيمة وليشارك في " تنطط آخر " وفي " كرامة أخرى "